مني تخافين

منى تخافين
من رجل أراد أن يجمع زهور الكون
ليهديها لكِ
من رجل أراد أن يبكى ألف ألف
ليجعل من دمعه نهراً
منه تشربين
وفيه تغتسلين
ويمر بكِ

من رجل أخبر كل نجمة فى السماء
عن أسمكِ
وكل حصاة فى الأرض
عن أسمكِ
وكل مصباح فى الليل يضيئ أو لا يضيئ
عن أسمكِ

منى تخافين
من قلب يحمل بين جوانحه شئ أطهر من الضياء
من إحساس أصدق من صدقنا بوجود السماء
من رجل يهم على أن يحرق نفسه
ليكون حصن لكِ من جنود الشتاء

منى تخافين
إذا كنت أنا القسوة فمن سيكون لكِ الحنان
إذا كنت أنا الخوف فمن سيكون لكِ الأمان

إذا خفتِ منى فخبرينى لمن ستذهبى ؟
أهناك غيرى تسندى إليه رأسك ؟
أهناك غيرى يحمل فى عينيه وجهك ؟
أهناك غيرى رغم كل ما ينتظره من غداً مؤلم
يحمل بين نبضاته حروف إسمك ؟

آهٍ فإنى
بلا موت وبلا حياة
إذا كنت الخوف لكِ
إذا كنت الضياع لكِ
إذا كنت الظلام الذى يهزم ضياءَكِ
فإنى بلا موت وبلا حياة

وتغمرنى ظلال اليأس وتهزمنى
لقد جاء يوماً فيه تخافين منى

إذاً

فلترحلى الآن

فلتبتعدى عنى

فلتهربى من هذا الغول الذى يسكننى

أو هذا الذئب الذى بداخلى

ويوماً ما سيأكلكِ

بعدما يأكلنى

فهذا ما رأيتيه بداخلى

هذا ما لأجله تخافين منى

آهٍ فإنى

بلا موت وبلا حياة

منى تخافين
لأكون صادقٌ معكِ .. لأكون صادقٌ معى
لأكون بلا تجمل أو تحايل .. وإسمعى
فأعلم أننى لست نجم يسكن السماء
وأننى لست حمامة بيضاء
ولست شمس أو قمر أو ملاك
ولكننى لست موج للموت جائعاً
ولا بركاناً وسط الزهور ثائراً
ولن أكون ضياع لكِ أو هلاك

وأنا ما ذهبت يوماً لأصطاد فتايات المساء
وما إشتقت يوماً لأرتدى ثوب الغاصب
أو أتعطر بروائح الدماء

فكل ما أعشقه هو أن أراكِ حسناء
وأبقيكِ أبد الدهر حسناء
أن أراكِ حسناء
وأبقيكِ أبد الدهر حسناء